من أجـــل ذلك أقــــدم العفـــو ابتغاء وجه الله وحده على كل من ظلمني وأساءة الي .
كل منا في هذه الحياة معرض للإساءة والظلم ممن حوله..
وتكون المصيبة الكبرى حين تكون هذه الإساءة ممن تتوسم فيه الخير..
بل وفي أحيان كثيرة من أقرب الناس لك!!
وتختلف ردة فعلنا على هكذا إساءة إلى نوعين:
فنوع من الناس قد شغلت فكره واستحوذت على اهتمامه
حتى ما عاد يفكر إلا بكيفية الإنتقام والرد على هذه الإساءة..
ونوع آخر - قليلا ما نراه في حياتنا - قد باع الدنيا واشترى ماعند الله تعالى ..
وعاش هنا كأنه غريب أو عابر سبيل..
فقابل الإساءة بالصفح والظلم بالعفو..
لمـــــــــــــــاذا العـفـــــــــــــــــــــــــــــو..؟!*
لأننا نعيش في هذه الدنيا ونعمل لأبتغاء رحمة الله ومغفرته ..
وهاهي قد أتتنا على طبق من ذهب فهل أردها..!!
ألم اسمع لقول الله تعالى:
{.. ولتعفوا ولتصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}النور:22
ربما سمعناها مرارا ولكن هل وعيناها كما وعاها أبو بكر الصديق – رضي الله عنه –
الذي كان يحسن إلى قريبه الفقير مسطح – رضي الله عنه – فلما وقعت حادثة الإفك
التي اتهمت فيها أم المؤمنين الصديقة عائشة رضي الله عنها في عرضها كان مسطح ممن
تكلم فيها واتهمها.. فقطع أبو بكر عنه العطاء.. فلما نزلت هذه الآية وسمعها
لم تمر عليه مرور الكرام بل فهم معناها وتاقت نفسه لذلك الفضل..
وقال: بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي..
وأعاد عطاءه لمسطح وفرح بوعد الله تعالى..
* وأيضا لأن خالقي – عز وجل – يقول: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله..}
قال صلى الله عليه وسلم : ("وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه
الله ") رواه مسلم
* وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : ("ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع
الدرجات؟"قالوا: نعم يارسول الله.
قال: "تحلم على من جهل عليك ، وتعفو عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك")
رواه الطبراني
* في قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} آل عمران:134
قال أهل العلم في هذه الآية ثلاث منازل:
للمبتدئين والمقتصدين والسابقين بالخيرات..
أما المنزلة الأولى:
من أسيء إليه فليكظم .. وهذه درجة المقصرين من أمثالنا من المسلمين .. أن يكظم غيظه ولا يتشفى في المجالس ولا يتعرض للأعراض ..
والمنزلة الثانية:
فإن زاد وأحسن {والعافين عن الناس} فيذهب إلى من أساء إليه ويقول له : عفى الله عنك .
والمنزلة الثالثة:
فإن زاد وأحسن {والله يحب المحسنين} فيذهب بهدية أو يقوم بزيارة إلى من أساء إليه
ويصافحه ويقبله..
* ولنقتدي بحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فاتحا وأمكنه الله من
المشركين ممن كانوا يؤذونه ويسومونه أنواع العذاب .. فقال لهم: "ما تظنون أني فاعل بكم؟"
قالوا:أخ كريم وابن أخ كريم.. قال: "فاذهبوا فأنتم الطلقاء"..
* ولنكن من أهل الجنة نمشي على الأرض..
كذلك الرجل الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة"..
ثلاث ليال .. حتى سأله الصحابة عن سر ذلك وهم لا يرونه كثير صلاة ولا صيام ..
فقال لهم – رضي الله عنه وعنهم أجمعين – أنه لا يبيت ليلة وهو يحمل في قلبه على أحد من
المسلمين بل يغفر ويعفو عن كل من أساء له..
* وختاما تأمل هذه الكلمات القيمة من ابن القيم – رحمه الله - :
يابن آدم إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا هو..
وإنك تحب أن يغفرها لك الله..
فإن أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده..
وإن أحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده..
كل منا في هذه الحياة معرض للإساءة والظلم ممن حوله..
وتكون المصيبة الكبرى حين تكون هذه الإساءة ممن تتوسم فيه الخير..
بل وفي أحيان كثيرة من أقرب الناس لك!!
وتختلف ردة فعلنا على هكذا إساءة إلى نوعين:
فنوع من الناس قد شغلت فكره واستحوذت على اهتمامه
حتى ما عاد يفكر إلا بكيفية الإنتقام والرد على هذه الإساءة..
ونوع آخر - قليلا ما نراه في حياتنا - قد باع الدنيا واشترى ماعند الله تعالى ..
وعاش هنا كأنه غريب أو عابر سبيل..
فقابل الإساءة بالصفح والظلم بالعفو..
لمـــــــــــــــاذا العـفـــــــــــــــــــــــــــــو..؟!*
لأننا نعيش في هذه الدنيا ونعمل لأبتغاء رحمة الله ومغفرته ..
وهاهي قد أتتنا على طبق من ذهب فهل أردها..!!
ألم اسمع لقول الله تعالى:
{.. ولتعفوا ولتصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}النور:22
ربما سمعناها مرارا ولكن هل وعيناها كما وعاها أبو بكر الصديق – رضي الله عنه –
الذي كان يحسن إلى قريبه الفقير مسطح – رضي الله عنه – فلما وقعت حادثة الإفك
التي اتهمت فيها أم المؤمنين الصديقة عائشة رضي الله عنها في عرضها كان مسطح ممن
تكلم فيها واتهمها.. فقطع أبو بكر عنه العطاء.. فلما نزلت هذه الآية وسمعها
لم تمر عليه مرور الكرام بل فهم معناها وتاقت نفسه لذلك الفضل..
وقال: بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي..
وأعاد عطاءه لمسطح وفرح بوعد الله تعالى..
* وأيضا لأن خالقي – عز وجل – يقول: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله..}
قال صلى الله عليه وسلم : ("وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه
الله ") رواه مسلم
* وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : ("ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع
الدرجات؟"قالوا: نعم يارسول الله.
قال: "تحلم على من جهل عليك ، وتعفو عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك")
رواه الطبراني
* في قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} آل عمران:134
قال أهل العلم في هذه الآية ثلاث منازل:
للمبتدئين والمقتصدين والسابقين بالخيرات..
أما المنزلة الأولى:
من أسيء إليه فليكظم .. وهذه درجة المقصرين من أمثالنا من المسلمين .. أن يكظم غيظه ولا يتشفى في المجالس ولا يتعرض للأعراض ..
والمنزلة الثانية:
فإن زاد وأحسن {والعافين عن الناس} فيذهب إلى من أساء إليه ويقول له : عفى الله عنك .
والمنزلة الثالثة:
فإن زاد وأحسن {والله يحب المحسنين} فيذهب بهدية أو يقوم بزيارة إلى من أساء إليه
ويصافحه ويقبله..
* ولنقتدي بحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فاتحا وأمكنه الله من
المشركين ممن كانوا يؤذونه ويسومونه أنواع العذاب .. فقال لهم: "ما تظنون أني فاعل بكم؟"
قالوا:أخ كريم وابن أخ كريم.. قال: "فاذهبوا فأنتم الطلقاء"..
* ولنكن من أهل الجنة نمشي على الأرض..
كذلك الرجل الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة"..
ثلاث ليال .. حتى سأله الصحابة عن سر ذلك وهم لا يرونه كثير صلاة ولا صيام ..
فقال لهم – رضي الله عنه وعنهم أجمعين – أنه لا يبيت ليلة وهو يحمل في قلبه على أحد من
المسلمين بل يغفر ويعفو عن كل من أساء له..
* وختاما تأمل هذه الكلمات القيمة من ابن القيم – رحمه الله - :
يابن آدم إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا هو..
وإنك تحب أن يغفرها لك الله..
فإن أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده..
وإن أحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده..