الحب والكره داخل غرفة فندق ( الراضي الديوكي )

لما كان الحب والكره نزيلان في فندق واحد (وهو القلب) دار بينهما هذا الحوار الساخن

الحــــــب: أيا صاحبي..أنا من تلّـتذ الحياة بي..ويطيب العيش في جناتي..ويُعْشق لون وجناتي..أنا الذي تزينني حروف المحبين..وتحلق بي طيور الأصدقاء..ويعتز بي محبو الوفاء..فأنا رمز للود..وأنا خيط العهد..في كل وعد..بين كل عبد..يحبني الحبيب ويكرهني اللئيم..أنا غاية لكل إنسان على هذه الأرض..أنا الذي أجمع وأمزج..فإن تربعت في عقلٍ جمعت به ورفيق عمره..هل رأيت شأني العظيم؟!فقد نـُظـِمتْ لأجلي القصائد..وكبرت بسببي بين المحبين العقائد..

الكـــــره: تباهيتَ بنفسك كثيراً..وجعلتَ شأنك كبيراً..ولكنك لا تبدو بعينيّ إلا صغيراً..فأنت سبب كل خطيئة..وقائد العين الجريئة..فمن كنتَ قلبـَه الذي يفكر به،أصبحتَ لعقله غشاوة..كما قيل:
أحببتك إذ عيني عليها غشاوة ... فلما انجلت قطعتُ نفسي ألومها

الحـــــب:

عذراً..ما قصدتـَه في نظْمِ شعرك؟!

الكــــــره:
هو الدليل الأكبر..على ما تفعل بالمحبين وتجأر..بصوت يعلو في الأفق..بأنك أنت الأجدر..أما أنــــا..قاموس كل حائر..أسهل الطريق..لكل رفيق..امتلأ صدره بالضيق..تجاه الصديق..

الحــــــب:
ولكني أهم ما في الحياة من أهداف..بل أهم هدف في الحياة..

الكــــــره:
لكني الأفضل..بعد المعاشرة الأطول..كل حبيب،لابد له من يوم يجعلني أنا عقله الذي يفكر به..وكل صديق لابد له أن يفترق عن صديقه..وكما في الأثرأحبب حبيبك هوناً ما،عسى أن يكون عدوك يوماً ما..وأبغض عدوك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما)..أنا ذو حصون منيعة..وصاحب الأجواء المريعة..أتسلل بك خفية..إلى الحب لأفسد شأنه..أنا الذي أمسك النفس من موقع ألمها..أستطيع وبمساس لكرامتها..أن أفسد ما بين المحبين..أزين للنفس مظهري..لأحملها على ظهري..وآخذها إلى قصري..وأقنعها بفكري..بأن للكرامة مجد..ولا يمكن لشيء أن يتعدى هذا المجد..فبهذا أعكر الصفاء..وأخدش الوفاء..

الحـــــب:
أبهذا تعتز؟!أيا صاحبي..لابد من يوم تنهار فيه حصونك..وتتلاشى فيه قصورك..فمظهري الجميل..يجذب الورود فتميل..وتخضع لي كنزيل..أدخل إلى القلب العليل..كرهاً وبغضاً للصاحب الجميل..ألقي بنفسي بين أشواك قلبه..فأكســــرها..وأملأ قالبه..

فأنا كدمعة تسيل..على الخد الأسيل..فتزينه..وهذا هو الدليل...

حال بين الجفون والوسن*حائلٌ لو شـــئتَ لم يكـــنِ
أنا والأيـــام تقـــذف بـــي*بين مشتـــاق ومفـــتتـــنِ
لــي فــــؤاد فــيك تنـــكره*وأضلعي من شدة الوهنِ
وزفــــير لـــو علـتتمتَ به*خِلت نار الفـُرْسِ في بدني

الكــــره:
أخجلتني..بسحر أسلوبك..أخجلتني بعذب ألفاظك..أخجلتني أقولها..لا ذلاً لا انكساراً لا خضوعاً..أقولها..لأنك الحب..ضع يدك في يدي.. وتعال بنا نصعد أبراجاً من العــــزِّ و الشموخِ تتوجنا

تسلم بجد موضوع جميييل تسلم الأيادي ــــــــــ مربط الفرس في نظري يكمن في تعاطف الإنسان مع معاني الحب عند كل تواصل، مع النأي في نفس الوقت عن الكره بما قد يسببه من أذى، مما يمنح الآخر شحنة من الاطمئنان والأمل. فالخير لا يعود إلا بالخير ولو بعد حين، والشر لن يتحول أبدا خيرا، لأن البشرية في اعتقادي تبحث عن حب حقيقي دون استبداد يتحول إلى كره لحد الغثيان.
ويبقى البحث عن هذا الإنسان المعني بهذا الفهم، أنا، أم أنت، أم هو؟ أم نحن جميعا؟ وأين هو؟ هل له مكان؟ أم هو من يوجد المكان؟ هل له زمان؟ أم هو من يصنع الزمان؟ إن قصة الإنسان مع الحب والكره هي قصة وجود وامتحان ونتائج تحتمل الفشل والنجاح وفيها القمة والسفح، وذلك سجل الإنسان بما له وما عليه.بس عايزة أقول كفت الحب يلي تكسب في النهاية عشان إحنا بنتنفس بالحب لولاها لما نحن موجودين في هده الحياة وقبل حب أي شيء حب الله عز وجل بارك الله فيك